تجلى عمق العلاقة بين أبناء القبائل المصرية ومؤسسات الدولة في مشهد استثنائي، عندما قرر شيوخ قبائل حلايب تكريم وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري بأغلى ما يملكون من رموز تراثية متوارثة عبر الأجيال.
بادر الشيخ علي حسن هدل، شيخ مشايخ حلايب، بتقليد الوزير السيف، في تقليد عريق يحمل دلالات عميقة في الموروث الثقافي لأهالي المنطقة.
وأضفى الشيخ سليمان أبو كرار، شيخ قبيلة العلياب، بعداً آخر للتكريم بإهداء العصا للوزير، وهي الرمز التقليدي للحكمة والعدل في فض المنازعات بين أهل البادية.
ويكتسب هذا التكريم أهمية خاصة كونه يأتي امتداداً لسلسلة من التقديرات الرمزية التي حظي بها الوزير من قبائل مصر، حيث سبق أن ارتدى العباءة السيناوية في نوفمبر الماضي، عندما قام الشيخ مسعد أبو جرير بتقليده إياها خلال زيارته التاريخية لمسجد الروضة بشمال سيناء.
وعبر الأزهري عن اعتزازه العميق بهذه الرموز التراثية النادرة، معتبراً إياها من أرفع الأوسمة التي تشرف بنيلها طوال مسيرته.
ويعكس هذا التكريم الاستثنائي التلاحم الوثيق بين سكان المناطق الحدودية ومؤسسات الدولة، وحرصهم على التعبير عن تقديرهم من خلال أثمن ما يملكون من موروثات ثقافية أصيلة.
ويؤكد هذا المشهد المهيب أن التراث القبلي المصري لا يزال حياً في وجدان أهله، وأن رموزه تتجاوز كونها مجرد هدايا تقليدية لتصبح جسوراً للتواصل بين الماضي والحاضر، وتعبيراً صادقاً عن أصالة وعراقة هذه المجتمعات التي تحافظ على هويتها وتقاليدها رغم تحديات العصر.