في مشهد يجمع بين الدقة والقوة، يقف شيف ياباني محترف أمام تحدٍ غير عادي – سمكة تونة زرقاء عملاقة تزن 500 رطل.
بسكين حاد كحد السيف وخبرة تمتد لسنوات طويلة، يبدأ في تحويل هذا العملاق البحري إلى واحد من أثمن وأشهى الأطباق اليابانية – الساشيمي الفاخر.
تبدأ العملية بتقييم دقيق لشكل السمكة وحجمها، حيث يدرس الشيف كل تفصيل قبل البدء في التقطيع. تتطلب مهمة تقطيع سمكة بهذا الحجم مزيجاً فريداً من القوة البدنية والدقة المتناهية.
يستخدم الشيف سكيناً خاصاً يُعرف باسم “مقياسي”، مصمم خصيصاً لتقطيع التونة الضخمة، ويبدأ في تنفيذ سلسلة من القطعات الدقيقة والمحسوبة بعناية.
يعتبر لحم التونة الزرقاء من أغلى أنواع الأسماك في العالم، خاصة الجزء المعروف باسم “أوتورو”، وهو الجزء الدهني من بطن السمكة.
يتطلب استخراج هذا الجزء الثمين مهارة استثنائية وخبرة عميقة في فن التقطيع الياباني التقليدي.
مع كل حركة من سكين الشيف، تتكشف طبقات مختلفة من اللحم، كل منها له استخدامه الخاص في المطبخ الياباني.
من “تشوتورو” متوسط الدهون إلى “أكامي” الأحمر القاني، كل جزء يتم تقطيعه بدقة متناهية لضمان الحصول على أفضل نكهة وقوام.
تستغرق عملية التقطيع الكاملة ساعات، وتتطلب تركيزاً مطلقاً وصبراً لا ينفد.
في نهاية العملية، يتم تحويل سمكة التونة العملاقة إلى مئات القطع من الساشيمي الفاخر، كل قطعة منها تمثل قمة فن الطهي الياباني وتقاليده العريقة.
إن مشاهدة هذا العرض المذهل من المهارة والدقة لا يقدم فقط درساً في فن تقطيع السمك، بل يكشف أيضاً عن عمق وثراء الثقافة اليابانية وتقديرها للكمال والجودة في كل التفاصيل، حتى في مجال تحضير الطعام.