نمر يطارد قط الزباد الأفريقي في متنزه كروجر الوطني في مشهد نادر
وثقت تامسين دو توا، لحظات مثيرة على طريق جوموندوان في متنزه كروجر الوطني، حيث رصدت كاميرتها محاولة صيد درامية بين نمرة شابة وقط الزباد الأفريقي.
بدأت القصة عندما ظهرت النمرة في وضع الترصد، مستغلة مهارات التمويه الطبيعية، بينما خرج قط الزباد من الأحراش الجافة دون أن يدرك الخطر المحدق به.
أظهرت النمرة صبراً استراتيجياً، حيث سمحت لفريستها المحتملة بالتقدم أمامها، مقللة بذلك فرص اكتشافها.
كان من الملفت أن قط الزباد، المعروف عادة بيقظته العالية، كان منشغلاً بتتبع الروائح على الأرض، متجاهلاً مسح محيطه بحثاً عن المخاطر المحتملة.
الإشارة الوحيدة لإحساسه بالتهديد كانت انتصاب شعر ظهره، وهي سلوك معروف عند شعور الحيوان بالخطر أو العدوانية.
عندما دخل قط الزباد النباتات على الجانب الآخر من الطريق, تبعته النمرة بحذر، متوقفة لحظة قبل الدخول إلى العشب الجاف، مدركة خطورة إحداث ضجيج في النباتات الهشة، لكن قرارها بالقفز المفاجئ إلى العشب الجاف كان غريباً، إذ كان من الممكن أن يكشف وجودها.
انتهت المطاردة القصيرة بنجاة قط الزباد، حيث توقفت النمرة لأسباب غير واضحة، مشاهدة فريستها المحتملة تختفي في المسافة.
قط الزباد، رغم تسميته الشائعة بـ”قط الزباد”، ينتمي في الواقع إلى عائلة Viverridae، وهو أقرب إلى الجينيت منه إلى القطط. يعيش هذا الحيوان الليلي المنفرد في الغابات والسافانا عبر معظم أنحاء أفريقيا، متغذياً على نظام غذائي متنوع يشمل العشب والفواكه والبيض والحشرات والقوارض والزواحف والبرمائيات.
يصنف قط الزباد ضمن فئة “أقل تهديداً” وفقاً لاتفاقية CITES، لكنه يواجه استغلالاً كبيراً في شمال غرب أفريقيا لإنتاج مادة السيفيتون المستخدمة في صناعة العطور.
حيث يتم اصطياده حياً واستخراج هذه المادة بطريقة مؤلمة، مما يؤدي غالباً إلى نفوق الحيوان خلال أسابيع من الأسر بسبب الإجهاد والإصابات.